الدكتور محسن النادي:الالم نعمة كبيرة على البشر رغم شعورهم الغير محبب
اجرى اللقاء امين ابو وردة
قال الدكتور محسن النادي اختصاصي العلاج الطبيعي والطب البديل ان نعمة كبيره على البشر رغم شعورهم الغير محبب تجاه الالم وانه يتم الشعور بالألم عبر تفاعلات كيميائية وكهربائية تنقل الشعور بالألم من الأعصاب عن طريق النخاع الشوكي وصولاً إلى الدماغ حيث تشكل الأعصاب المحيطة شبكة ألياف عصبية وظيفتها نقل الشعور بالألم كالجروح والحروق وآلام المفاصل . واضاف ان اقصر الطرق لحصول الشفاء هي باتباع الطرق الصحيحة في العلاج ,فلا يتأخر في زيارة اقرب مركز للعلاج الطبيعي ان حدث وشعر بالم.
وفيما يلي النص الكامل للحوار
بداية لو تعطينا فكرة او تعريف للألم؟
الألم: هو تجربة حسية وعاطفية مزعجة تنجم عن ضرر في الأنسجة مما يولد الشعور بعدم الراحة عاده يكون الالم عبارة عن إحساس مبهم غير محدد المكان او يكون وخز ,شد,حرق,ضرب,لسعات كهربائية, ثقل لوي ,مغص أو انه يكون مزيج مما ذكر, قديما تعمق اليونانيون في دراسة الألم واعتقد أفلاطون أن القلب هو مركز الشعور بالألم لكن كان الفضل لديكارت حيث كان أول من أعلن أن الألم ينتقل من خلايا الجسم إلى الدماغ، حيث يتم الشعور بالألم, في العقد الأخير نشأ مصطلح ما يسمى بالألم الشامل الذي يقوم على أساس أن الألم يتأثر بعوامل اجتماعية ونفسية وروحانية لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء العملية العلاجية كان الطبيب جون بونيكا أول من بحث في علم الآلام حيث أصدر كتابه الأول في عام 1953 ثم توالت الدراسات والأبحاث بخصوص أسباب الألم وطرق علاجه لذلك وجد ما يسمى بالعلاج الشمولي وهو الذي يركز على نواحي الانسان كافة الجسدية ,العقلية والعاطفية اثناء مراحل الشفاء من اعراض الألم.
يقال ان الالم نعمة على الإنسان فكيف تفسر ذلك؟
نعم هو كذلك وهو نعمة كبيره على البشر رغم شعورهم الغير مححب تجاه الالم فتخيل ان الانسان يكون بلا حماية داخليه ضد ما يتعرض له على الارض من حوادث وامراض ؟ سوف يستمر في حياته دون ان يعي ان هنالك جرح او التهاب وبالتالي تتعفن الانسجة ويموت الانسان فالالم هو من يخبرنا ان هنالك خلل ما علينا الانتباه له ومعالجته حتى لا يتفاقم فالم المفاصل مثلا يخبرنا ان هنالك علة حدثت يجب علينا ان نقوم بتصحيحها لكن للاسف مثبطات الالم من الادوية تؤدي لدور عكسي في هذا الموضوع حيث يستمر المريض في استخدام المفصل المصاب بنفس الطبقة التي ادت الى حدوث الالم وبالتالي مزيد من الخراب وهو ما يستدعي مزيد من مثبطات الالم أقوى وضررها يكون اكبر.
ذكرت في التعريف العلاج الشمولي فما هو مفهوم هذا العلاج؟
هذا النوع من العلاجات يركز في تشخيصه وعلاجه على العوامل الثلاث التي قد تكون مصدر الالم وهي الحالة الجسدية ,العقليه و العاطفية ولا يأخذ المريض انه عبارة عن مجموعه من العوارض المرضية وبالتالي حين يتم العلاج يكون التركز على الثلاثه مجتمعه حتى يحصل الشفاء من العلة كمثال الم اسفل الظهر من الابحاث استشفينا ان الانزلاقات العضروفية قد لا تكون هي السبب الذي يؤدي للالم فالامر يكون اشمل من ذلك بكثير حيث تلعب الحالة العقلية في زيادة او اختفاء الالم وكذلك العاطفة التي قد تتغلب على اصعب انواع الانزلاقات.
لكن في المقابل هنالك شيء اعمق فقد يكون مركز الالم في اسفل الظهر قادم من الامعاء ,من الاقدام او حتى من اثر ضربه او عمليه جراحيه قديم فالانسان في تكوينه اعقد من ان نضعه في معادله وقوالب رياضيه محكمه النتائج.
السؤال الان كيف نشعر بالالم؟
يتم الشعور بالألم عبر تفاعلات كيميائية وكهربائية تنقل الشعور بالألم من الأعصاب عن طريق النخاع الشوكي وصولاً إلى الدماغ حيث تشكل الأعصاب المحيطة شبكة ألياف عصبية وظيفتها نقل الشعور بالألم كالجروح والحروق وآلام المفاصل والعظام مروراً بالنخاع الشوكي وصولاً إلى الدماغ حيث يتم الشعور الحقيقي بالألم لكن للان وحسب معلوماتي لم يتم التوصل الى مركز محدد داخل الدماغ ليكون هو مكز الاحساس بالالم.
هكذا نشعر بالالم .....اذا كيف نحدد انواعه؟
نوع الألم حسب المدة الألم الحاد؛ يحدث عادةً بسبب تعرض الأنسجة لضرر حاد مثل الحروق، الجروح أو الخدوش, إذا لم يتم تدارك هذا الألم فقد يتحول إلى ألم مزمن يصعب علاجه الألم المزمن؛ ألم مستمر ومتواصل ينجم عادةً عن ضرر مستمر ببعض أنسجة الجسم أو إصابة أعصاب الجسم بضرر وتهيج، ويترافق هذا الألم بالاكتئاب والانكسار والميل إلى العزل واكثر انواع الالم التي نراها هي من النوع المزمن حيث ان الانسان الشرقي عموما اكثر جبرا وتحملا للالم الحاد وهذا خطأ كبير فمن الافضل دائما علاج الالم الحاد حتى لا يتطور لالم مزمن نوع الألم حسب الموقع:
ألم عضوي (جسمي أو حسي)؛ ينجم عن تحفيز مباشر للمستقبلات الكيميائية أو الحرارية مما يؤدي إلى الشعور بالألم الحاد.
ألم عصبي؛ ينجم عن إصابة الأعصاب بالضرر مما يؤدي إلى الشعور بأنواع من الألم توصف بالوخز أو الخدران أو الحرق أو ألم كضربات الكهرباء .
كيف يؤثر الألم على حياة المريض؟
لا يقتصر الشعور بالألم على الأضرار الجسدية فقط، بل إن حياة المريض تتأثر سلباً بالألم مما يؤدي إلى الاكتئآب وفقدان الشهية والاضطراب وعدم التركيز والميل إلى العزلة والانزواء اضافة للناحية الاقتصادية من فقدان ايام العمل او من مصاريف العلاجات المختلفه للتخلص منه. هنالك التأثير السلبي الذي ينال من مكانة المريض الاجتماعية والحالة الروحانية والعاطفية. اي ان حياه المريض الذي يعاني من الم مزمن تنقلب رأسا على عقب هو ومن يعتمد عليه او يعتمد عليهم في الاسرة .
في مجال تخصصكم العلاج الطبيعي كيف تقيمون الالم؟
اغلب ما نشاهد كما ذكرت لك هي الحالات المزمنة من الم اسفل الظهر او المفاصل فبعد ان يكون المريض قد تناول جميع مسكنات الالم التي لم يستجب عليها يحضر الينا لاجل العلاج ومن هنا تاتي الصعوبة حيث نجد ان التكلسات أصبحت اكثر اضافة الى ضعف العضلات او تهيج الاعصاب ,بعد تشخيص سبب الالم الرئيس يأتي دورنا في اعادة الانسجه والعضلات لوضعها السابق قبل الاصابه .
نحن نعرف ان العلاج الطبيعي لا يستخدم الادويه فكيف يتم علاج الالم والتخلص منه؟
هنا ياتي سؤال مضاد وهل اوجدت الأدوية في التخلص من الالم قبل ان ياتينا المريض؟ قطعا لا .....والا لما وجدت طريقه الينا كمثال بسيط حضر شخص يعاني من الم حاد في ركبته اليسرى وهو يتعالج منذ شهرين , ومعاناته تتفاقم يوميا حيث اصبح يستخدم ادوات مساعده للمشي (عكازات) بعد فحصه وجدت ان مفصل الركبة يميل للداخل اثناء المشي وما علينا فعله هو تصحيح هذا الخطأ بعمل لزقات ( نفسها لزقات الظهر) طوليه لاعادة حركه الركبة الى وضعها الطبيعي ,فبعد ان دخل والعكازين تحت ابطيه خرج وهي على كتفيه.
الطرق الطبيعية من حراره ,ماء,تمارين,ليزر.موجات فوق صوتيه,والتيارات الكهربائية العلاجية كلها تؤدي الى التخلص من الالم بسرعة كبيره ان احسن التشخيص واعطيت وفقا لحاله المريض.وما يحتاجه جسمه دون ارهاق للانسجة مع اخذ الوقت الكافي ليحدث الشفاء.
نعود للسؤال عن الم المفاصل كيف تحدث؟
هذ سؤال تحتاج منا لشرح موسع فالمفصل يتكون من التقاء عظمتين بفاصل بينهما هذا الفاصل مبطن بغضاريف في نهايه كل عظمه وسائل ما بينهما ,يتم جمع العظمتين باربطه ومن ثم العضلات والجلد الخارجي الان هنالك حركة فسيولوجية طبيعيه تحدث للمفصل ويجب ان تكون جميع ما يتكون منه المفصل طبيعي وسليم لتتم الحركه بدون الم .
ان حدث الالم اول ما يتاثر هو الحركه الفسيلوجية الطبيعيه للمفصل حيث يحاول الجسم الهرب من الالم بمساعده العضلات المحيطة بالمفصل او العضلات المساعدة.
هنا ناتي للتكهن عن سبب الالم هل هو من الجلد,العضلات,الاربطه,العضاريف,ام السائل الذي يكون في المفصل, اغلب الابحاث تتهم السائل داخل المفصل انه هو من يسبب العلة الاولى لالم المفاصل حيث ان هذا السائل حساس للتغيرات الجوية ,الضغط الجوي او لبؤر مرور الوزن من خلاله .
بعد هذا الخلل تتاثر العضاريف سلبا اما بالاحتكاك او بضعف عذائها ومن ثم تبدأ في التاكل ,الاربطة تستجيب اما بتمددها او تكلسها او هنالك احتمال لانقطاعها ,العضلات بدورها تضعف مع الوقت لعدم المقدرة على تحريك المفصل بسبب الالم واخيرا يأتي الجلد في الاحمرار او الانتفاخ.
ان ركزنا العلاج على مثبطات الالم من البداية تتفاقم امور السائل في المفصل وتاخذ الحلقات بالتسلسل كما ذكرنا لتصل حاله التزام وعدم المقدره على احتمال الالم.
اذا كيف تحلون هذه المشكلة في العلاج الطبيعي؟
اولا علينا ان نرى المريض في مراحله الاولى قبل ان تتفاقم اموره وبما ان هذا الامر لا يحدث حيث يحضر الينا المريض وقد ( استوت) تفاقمت حالته يكون هدفنا هو انقاذ المفصل والعودة به الى حركته الفسيولوجية الطبيعية فنقوم بتقويه العضلات وتصحيح حركه المفصل .ان كان هنالك ترسبات في الاربطة نزيلها انا بالاجهزة العلاجيه او بشكل يدوي.
اعادة السائل الداخلي للمفصل لحالته الطبيعية وذلك بالأجهزة المناسبة التي تصل اليه وتعيده لوضعه الطبيعي.
كلمه اخيره تحب قولها؟
كلمه نقولها للمرضى وهي ان اقصر الطرق لحصول الشفاء هي باتباع الطرق الصحيحة في العلاج ,فلا يتأخر في زيارة اقرب مركز للعلاج الطبيعي ان حدث وشعر بالم في مفاصله وليتذكر ان الالم هو نعمه حيث يدلنا على مواطن الخلل الذي يجب ان نصححها لكي يستمر الجسم في عمله بصوره سليمة.
إرسال تعليق